البوست دا طويل جدااااااااااا ، وكمان معظم أحداثه كانت في مستشفي، وكمان كان
حادث ناس كتير بتشوفه مأسوي، وانه النهاية
بس أوعدكم أنكم هتتمرجحوا، لان حتي دا قلبته مراجيح .
بعد ليلة ف مستشفي جامعة عين شمس التخصصي، انتقلت لمستشفي الهلال الاحمر الفلسطيني، او مستشفي فلسطين الدولي، مش عشان انا فلسطينية ولا حاجة، بس عشان كان لي اصدقاء اعزاء يعملون بالمستشفي، وكمان توغلي ف وسط بعض الفلسطينيين الموجودين في مصر.
اول يوم كنت ف اوضة صغيرة لفرد واحد ، كنا الصبح ف 28مايو 2003،اللي لحقت اشوفهم كان احمد اخويا، ود. نادية ، د. امال أستاذتي ومديرتي ف مكان عملي، وبعدها نمت لمدة 24ساعة بالظبط، وانا ف وداني سامعة الدكتور زين بيقول ان الزيارة ممنوعة، كمان يوم وتعالوا شوفوها، وواقف بيقيس الضغط، والممرضة تقوله ايه دا كل دول قرايبها؟ وهو ينفخ ويفش، انا كنت ف الباي باي.
اليوم التالت بدأ اصحاب كتير يجوا، وقرايب، وناس معرفهاش، مدير المستشفي، د. حسام قرر ينقلني لمكان اكبر جنب مكتبه حفاظا علي نظام المستشفي وسهولة الحركة ف الدور، وكمان عشان يسع الاعداد اللي بتيجي، ف اليوم دا انا بدأت استوعب انا فين، كانت نظيمة صحبتي جات من السويس بالصدفة، وافتكرتني بعمل عملية زايدة، فاتصلت بأمها ف السويس وبلغتها انها هتفضل معايا، احنا مكناش بنغيب عن بعض ابدا، وهي طالما ف القاهرة بتكون معايا ف بيتنا، اول حاجة عملناها سوا، اني مش عاوزة اشوف حد، وكتبت علي ورقة بالفلومستر _كان دايما قلم فلومستر ف شنطتي _"ممنوع الزيارة بأمر الدكتور"، وبلغنا دكتور زين، اللي بدأ يفك التكشيرة، وعملنا اجتماع ثلاثي، انا هعمل ايه؟
اصل من يومي بخاف م الحقن، وشكة الدبوس، ودلوعة جدتي كمان، زين قالي دي شكة دبوس، وانا صدقته بالعافية لاني حبيت اصدق، مكنتش شجاعة ولا حاجة زي ما ممكن تتخيلوا، كنت طبيعي جدا بما انى واخدة ع التنطيط ولعب الكرة عملاها مندبة،عادي يعني ..كفاية نكد كدا عليكم.
لمدة اسبوع وانا مش بشوف حد الا اصحاب البالطو الابيض، ونظيمة، واحمد صديقي، مكنش صديقي قوي ساعتها، بس كان مصمم يزورني كل يوم ، لسه فكراه لما كان يجي يزورني مهدود وطالع عينه ف عز الشمس، وشايل شنطة الخضار، قصدي شنطة كتبه،اللي مش بتفارقه حتي يوم الاجازة، وبينهج مع انه طالع ف الاسانسير، انا فاكرة مرة حب يسليني جاب لي شريط كاسيت لمنير "انا قلبي مساكن شعبية"، واول غنوة سمعتها كانت "في دايرة الرحلة "
"في دايرة الرحلة طرق بنا تخلي
اه يا حبيب عمري وصحبتي وجمري "
"عيون مرة تباعد خطاوي مرة تعاند ...
حنين جوانا يحكي وشوق جوانا يبكي
والدمع ساقية كبت" ...
في دايرة الرحلة... طرق بنا تخلا
عند الجملة دي وعنيا دمعت لاول مرة قدام اي حد ، واحمد مكنش عارف يعمل ايه؟ يرمي الكاسيت م الشباك؟ ولا يطبطب عليا؟ ولا يجيب لي مناديل؟ ولا ينادي ع الدكتور؟ من لخمته روحت ضحكت غصب عني، من يومها انا واحمد مفترقناش الا لما سافر هو عشان الماستر، ورجع ولا كأننا افترقنا، بس كمان كل مرة اسمع فيها الغنوة، بحس بحاجات متناقضة، بفرح لما اسمع الغنوة، لكن كمان بحس بمرارة الالم لموقف كنت بعيشه، وبفتكر احمد لانه هو اللي سمعني الغنوة اول مرة اسمعها، فبضحك غصب عني .
من اليوم دا احمد زكي الوحيد هو اللي كان مسموح له بالزيارة دونا عن الناس كلها.
ندخل بقي ع المراجيح ؟ طيب ، اول المراجيح كان دكتور عبدالله ، الطبيب النفسي زارني، وسألني اخبار الاحلام المزعجة ايه؟ رديت اني مش بحلم خالص، وكل ما يسألني سؤال أكدب طبعا واقول العكس، عشان اطمنه، واطمن اللي موصيينه عليا، هو خرج من عندي وقرر يدرس طب نفسي تانى.
بعدها بدأت المراجيح، انا شلت ورقة ممنوع الزيارة بنفسي من ع الباب،الزيارة المفروض ف المستشفي تبدأ من تلاتة اخر النهار لحد الساعة ستة بس، انا ضيوفي كانوا بيبدأوا زيارة من تسعة صباحا، لحد واحدة بالليل، ومعاهم عود ورقص وغني واللي عايز يغني يغني، وكل صديق يجيب صديقه اللي معرفوش، واحيانا كل مرضي الدور ممكن تلاقيهم عندي ف الاوضة ، واصحي الضهر الاقي في اصدقاء واخدين الصالون بتاع اوضة دكتور حسام مدير المستشفي وحطينه قدام باب اوضي وفي الكوريدوريو، وقدام الشباك .
الشباك دا كان حكاية في نهاية الكوريدور وعلي اليمين من اوضتي، وقدامه علي طول حمام سباحة بتاع فيلا محصلتش، كل يوم خميس بيكون في حفلة قدام البيسين، حبة من اصحابي بطلوا يروحوا السنيما، وبيجوا يتفرجوا ع البيسين كل خميس، وانا اقول طيب يا غجر. فكرت اعمل لهم الزيارة بتذاكر زي السنيما .
وكمان كان كتير امال ونظيمة ينكوشوا بعض ويتخانقوا مين اللي هيبات معايا؟ كنت ف الاخر بسلم امري لله ووداني لشخيرهم هم الاتنين .
اه انا كنت ممنوعة م الاكل وممنوع اي اكل يدخل اوضتي عشان البكتريا، الوحيد المسموح به، كان لبن جهينة ،احيانا بالفواكه ، فا كل اللي داخل شايل كراتين لبن جهينة، طب يا جزم بالشيكولاتة؟ لا سادة او بالموز او الفراولة، يا كفرة مالها الشيكولاتة؟ طبعا معدتي ف وقت اعلنت العصيان المدني علي اللبن، من ساعتها لمدة سنة مبهوبش جنب اي منتج البان خصوصا جهينة.
كان المفروض في كافيتريا ف الدور الاخير م المستشفي، كانت زي صالون قدامه تراس، وفي تليفزيون كبير، أنا فاكرة ان اول حاجة شفتها كانت كليب لاصالة غنوة "سنين" يا سيدي ع النكد ، أصلها ناقصة، لما سمح لي الدكتور اخرج من أوضتي طلعته اتخضيت بما انه فاضي وانا بحب الزحمة، بعدها لما اصحابي بيجوا بقينا نطلعه وماليناه ناس، واتشجع باقي الناس ف المستشفي يطلعوه، قبل ما اخرج اتقلب حاله بقي في حفلة كل شهر، وفي فرق غني ومزيكا ودبكه،وبعد ما خرجت بقي فيه مكتبة وانترنت، وسوق مشغولات يدوية كمان :)
وعلي مدار سنة بعد خروجي كنت بروح الحفلة كل شهر.
من الصدف بقي أني في اثناء جولاتي الليلية بما اني مكنتش بنام نهائي بالليل، المورفين واخواته مكنوش بيجيبوا نتيجة معايا، طلعت مرة الدور بتاع المسنين،مشرفته كانت دكتور نادية ، قابلت مين؟ سعد عبد الوهاب ، وبقينا صحاب، وكان كل ما اجيب له سيرة " الدنيا ريشة ف هوا"، يتغاظ ويقولي انتوا محدش يعرف الا الغنوة دي؟
من الصدف اللي فكراها، كان ايمن ودا كان ف معهد ناصر، من مصابي الانتفاضة، الرصاص كان مخترق معظم جسمه(18طلقة رصاص)، لما اتقابلنا ف المستشفي كنا احنا الاتنين ماسكين عكازين خبطنا ف بعض، روحت مزعقة، وهو مزعق، وقبل ما نشتم بعض كنا ميتين م الضحك، وسالني بتهببي ايه هنا؟ مكفكيش معهد ناصر ومصابيه؟ قلت له سمعت انك هنا، وراسي والف سيف اعمل حادثة واجي مخصوص هنا.
مع كل عملية كان لازم يبقي في نقل دم، وبما ان مفيش زيي اصحابي وقرايبي كان معظمهم عيال كدة حيطة وجامدة ، المستشفي كانت بتهيص اول ما يقولوا متبرع، عشرة تلاقيهم مددوا وانقل كل الفصايل يا كابتن، بما اني فصيلتي o سالب ودي مش بيلاقوها بسهولة ، كان الوحيد المتشابه ف الفصيلة صخر صديقي الانتيم وقتها _ فلسطيني من بيت لاهيا، كان اول ما جه مصركان لسانه بينقط دبش خصوصا مع البنات ومش بيسلم، كام شهر واتعالج مكنش بيروح يشتري جزمة من غيري، الله يرحم ايام الحمام ف بيت عمك ابراهيم يا صخر ههههههه صخر كان اشقر واحمر وعنيه عسلي ، وكل ممرضات قسم الجراحة كانوا بيتزرعوا ف الاوضة مش عاوزين يمشوا لو جه يزورني، كلهم كانوا متوقعين اني هبقي شقرة من كتر دمه اللي شحتهوني، وكان زالل اهلي كل شوية يمسك دراعي ويقولي شايفة الاحمر والاشقر دا دمي، ومش بعيد تبقي شقرا" خلاص يا عم الامور شكرا ياعم كتر خيرك يا كابتن ههههههههه
اما البنج بقي مع كل عملية، فا يا ويله وسواد ليله كل اللي كان قايل لي سر قبلها، اتفضح ، واتعملت له زفة ولا زفة المطاهر، لان اصحابي كانوا مجموعة شلل مش شلة واحدة، شلل متعرفش بعض بس تعرفني ، دكتور زين يلم الجميع، وقبل ما افوق بشوية، ينزل فيا أسئلة عن فلان وفلانة، وانا اقر واعترف بكل براءة، جمال دا عامل فيها واد تمام بس متعرفوش انه بيروح ... وهناك.. وبيش... وهكذا، مرة قريت واعترفت علي ممرض كان بيعاكس ممرضة، ف اوضة العمليات، الدكتور شد ف شعره لانه كان متأكد اني متبنجة جااااامد .
طبعا انا اتعلمت هناك كل الالعاب حتي الاستغماية، مع نزلاء قسم الاطفال، اتعلمت طاولة واتحدي اي حد فيكم يغلبني ، دكتور زين وصديقه اللدود دكتور وليد(علي طول كنت تشوفه عينيه حمرا م السهر يا لسه صاحي يا رايح ينام) طول الليل يرزعوا في القشاط (البتاع اللي بنلعب به طاولة)وكمان كونكان، ودومينو، بس مازلت حمارة شطرنج، اعرف بس خطوات كل قطعة، لكن بخسر بسهولة هههههههههه.
اتحسرت اوي علي الصندل الابيض، كان شفتشي خالص وعالي جدا
اتمرجحتوا؟ اسمحوا لي انكد عليكم؟
انا كتبت البوست دا بسبب سؤال من صديق عزيز جدا، عن ازاي قدرت اخرج م الموقف دا؟ وقتها معرفتش اجاوب زي ما انا حاسة، وهو كان رايه ان سؤاله سخيف، لا يا سيدي انت بس اللي حساس جدا، اكتر حاجة ان كان ومازال في حب من ناس كتير قوي، بقول حب مش شفقة ولا عطف من حد، حب من اصحاب واهل . ناس مستعدة تعمل اي حاجة عشاني وانا مستعد اموت عشانهم،
احمد كان معايا ف المستشفي قاعد معايا بيقرا لي كتاب ،
خالد وامال بيختاروا اللون الفسدقي لحيطان اوضتي ،
احمد زكريا بيغير لي الكمبيوتر ،
عمو عبد القادر طالع نازل كل يوم من الزيتون لمصر الجديدة، واول ما سمح لي الدكتور بالاكل ام جميل طبخت مسخن وهو شاله سخن وجابه لي ف المستشفي،
احمد اخويا عمل لي مكتبة اكبر بنفسه، اشتغل فيها لمدة شهر
، أدهم كان بيعمل اجتماعاته للتباحث في امري، مع اننا مكناش نعرف بعض، وأتأجل تعارفنا تلات سنين ونص، وفين وفين لما فهمت انه كان يعرفني وبيسمع عني من أصحابي
.بالناس تقدر تعمل كتييررررر،وتتخطي اي ازمة ف حياتك ،لان الاصحاب مدعوين في أزمنة الفرح ، وكمان ف وقت الشدة، بس المهم انت متهربش منهم ، وتقول اصل مش بحب اسخف علي الناس ، عن الموقف دا بالتحديد احمد كتب مقال صغير بعنوان "أزمنة قادمة للفرح"اكتر جملة فاكراها دي : كتب امل دنقل "علي بريد الشمس قتل القمر" ..." الجميع شكلوا دائرة لاحتواء الالم، ....فنحن نكتسب أحساسنا بالمقاومة من غيرنا".
الاصدقاء فعلا ممكن يكونوا دايرة تحتوي الالم
وطول ما في اصحاب بيحبوك بكرر اصحاب بيحبوك مش ناس بيتعاطفوا معاك بس، قلبك هيبقي قلب اسد ... نياهااااااااا
والرحلة مسيرها يوم تحلا لنا
وبالعند ف حاجات كتير هتحلالنا
انا بسمعها دلوقتي ...
حتي اسمعوا؟
ف دايرة الرحلة ايام مع المولا
ليلنا يا ليلنا مرة هتحلا لنا
تميل علي ميلنا في دايرة الرحلة
رحلة يا رحلة يا صعبة يا سهلة
رحالة خطوتنا في دايرة الرحلة
هههههههه :)
صحيح كانت مستشفي بس كانت فعلا من احلي ايام حياتي